ضحايا الذكورية!
أكثر مقولة ساهم الطغيان الذكوري في تعزيزها داخل الذهن المجتمعي هي: «المرأة عدوة المرأة».. وقد قلت في مقالات سابقة أنني لا أؤمن بهذه العداوة، واستشهدت مراراً بتجربتي وأن أكثر من يقف إلى جانبي ويدعمني هنّ النساء. لن أطيل في هذا الوارد، إنما تذكرت هذا بعد التسجيل الصوتي الذي انتشر عبر الواتسأب وأصبح حديث المجتمع ومادة دسمة للردود خصوصاً من قِبل النساء، حيث تحدثت امرأة بنبرة هجومية على النساء تطالب فيها الرجال بالتعدد، هذه المرأة ومثيلاتها ضحايا للفكر الذكوري، وهنّ حالات شاذة لا يُعتد بهن ولا بآرائهن، إنما هنّ مجرد أمثلة على عداوة المرأة للمرأة وقبل أن تُعادي غيرها هي تعادي نفسها، لماذا تعادي نفسها؟ لأنها تشعر بأنها الأقل وتشعر بأنها مجرد وعاء مخلوق لمتعة الرجل وما هي إلا أداة لهذه المتعة، هذه النوعية من النساء ليس لهنّ قيمة، لا أمام أنفسهن ولا في المجتمع، ولولا أدوات التواصل الاجتماعي لما وصلت أصواتهن النشاز.
مع ذلك، لا ينبغي أن نعمم ونساهم في إنجاح القاعدة الذكورية التي تريد أن تعزز في داخل المجتمع وخصوصاً النساء بعداوة المرأة للمرأة، بل تعزيز فكرة العداء حتى مع الرجل وكأننا في حالة تنافسية يجب أن يسقط هذا ليظهر الآخر، مع أن الأرض تتسع للجميع والنجاح يحتوي المرأة والرجل سوياً.
هذه المرأة وغيرها من الباحثات عن الرجال المتزوجين، والمناديات بالمتعة لأجل المتعة دون النظر إلى المؤسسة الزوجية القائمة على الركن الإنساني والأخلاقي، هنّ ضحايا نظرتهن الدونية لأنفسهن، مع ذلك، ما زال الخير هو القائم والمرأة ليست عدوة المرأة، وهنا حديثي عن النساء السويات، لا تلك الضحية وشبيهاتها!
نقلا عن "الجزيرة"
لا يوجد تعليقات